يبحث الكثير من الناس عن إجابة لسؤال: هل يجوز الزواج من اختين؟ وهذا التساؤل يثير فضول البعض لمعرفة الحكم الشرعي والمنطقي وراءه. في الشريعة الإسلامية، يُعدُّ الزواج نظامًا اجتماعيًا يُراد به تأسيس أسرة مستقرة، تقوم على المودة والرحمة. إلا أنّ هناك ضوابط ومحاذير وضعها الشرع الحكيم لتنظيم هذه العلاقة بما يضمن ترابط المجتمع ويُبعد عنه أسباب الفوضى والتنازع.
في هذا المقال، سنتحدث عن موضوع “هل يجوز الزواج من اختين” وأبعاده المتعددة، وعن الأسباب والحِكَم التي تكمن وراء تحريم الجمع بين الأختين في آن واحد، كما سنتطرق لمسائل متعلقة بزواج الرجل من أخت زوجته في حالات مختلفة مثل الوفاة والطلاق، وأيضًا سنتناول الزواج بالرضاعة وما قد يشتبه على البعض من أمور. إضافةً إلى ذلك، سنقدّم إجابات عن الأسئلة الشائعة حول هذا الموضوع، مع التركيز على عرض الأحكام الفقهية من مصادر موثوقة.
نأمل أن تجد في ثنايا هذا المقال الفائدة والمعلومة القيمة، وأن تخرج بفهم واضح حول ما إذا كان يجوز الزواج من أختين، وما هي الأحكام والاستثناءات المرتبطة بهذه المسألة.
ما المقصود بعدم الجمع بين الأختين؟
عندما نتحدث عن عدم الجمع بين الأختين، فإننا نعني منع الرجل من الارتباط بامرأتين تربطهما علاقة الأخوّة. والأخوة هنا تشمل الأخوّة من النسب (الأخت الشقيقة أو الأخت لأب أو الأخت لأم) وكذلك الأخوة بالرضاعة. فالقرآن الكريم نصّ صراحةً على تحريم الجمع بين الأختين في الزواج، وجاءت السنّة النبوية الشريفة كذلك لتوضيح هذا الحكم.
وقد يتساءل البعض: هل يجوز الزواج من اختين إذا كانت إحدى الأختين مطلقة أو متوفاة؟ أو ماذا لو تم الزواج بينهما عن طريق الخطأ أو الجهل بالحكم الشرعي؟ كل هذه الأسئلة سنجيب عنها في سياق هذا المقال، مع التذكير بأن الأصل هو عدم الجمع بين الأختين على الإطلاق.
حكم زواج الرجل من أختين في الشريعة الإسلامية
أدلة تحريم الجمع بين الأختين من القرآن والسنة
- الدليل من القرآن الكريم:
جاء في سورة النساء قوله تعالى: «وَأَن تَجْمَعُوا۟ بَيْنَ ٱلْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۗ» [النساء: 23]
هذه الآية واضحة في تحريم الجمع بين الأختين، ولا خلاف بين العلماء في ذلك. فالمقصود بقوله: “وأن تجمعوا بين الأختين” هو زواج الرجل بامرأتين بينهما أخوّة، سواء كانت الأخوّة نسبية أم بالرضاعة. - الدليل من السنة النبوية:
على الرغم من أن الأحاديث توضح تحريم الزواج بالجمع بين المرأة وعمتها أو المرأة وخالتها، فقد جاء اتفاق العلماء على أن تحريم الجمع بين الأختين آكد؛ لأن القرآن نصّ عليه مباشرة. كما اتفق جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة على هذا الحكم.
يقول ابن قدامة المقدسي في كتابه المغني إن الجمع بين الأختين محرم بالإجماع، ويُعدُّ من الوطء المحرم الذي لا يجوز للمسلم أن يقترب منه.
الحكمة من تحريم الجمع بين الأختين
بعد أن أوضحنا النص الشرعي الذي يحسم مسألة هل يجوز الزواج من اختين، يأتي السؤال: لماذا حُرّم الجمع بين الأختين؟ وللإجابة عن ذلك، نستعرض بعض الحِكَم التي ذكرها الفقهاء:
1. لأن هذا يؤدي إلى قطيعة الرحم
الأخوات بينهنّ روابط أسرية قوية، وعندما يتزوج رجلٌ أختين قد ينشأ بينهما غيرة شديدة تؤدي في نهاية المطاف إلى قطيعة الرحم. والشريعة الإسلامية حريصة على ترابط الأسرة والمجتمع، وتحريم الجمع بين الأختين يعد ضمانةً لمنع تفكك العلاقات الأخوية.
اقرأ المزيد عن مفهوم الزواج في الإسلام
2. تفادي النزاعات الأسرية والمشاحنات
الغيرة أمر طبيعي في هذه الحالة، إذ قد تولّد نزاعات ومشاجرات مستمرة بين الزوجتين الأختين، سواء كانت هذه الغيرة بسبب ميل الرجل لواحدة أكثر من الأخرى، أم بسبب أعباء الحياة اليومية. فأي علاقة زوجية قائمة على العدل والمودة، لكن الجمع بين الأختين يجرّ مشاعر سلبية تضر بالأسرة.
3. الحفاظ على استقرار الأسرة والعلاقات الاجتماعية
الأسرة هي البنية الأساسية في المجتمع. وإذا تصدّعت الأسرة تصدّع المجتمع كله. ولأن علاقة الأختين هي من أقوى العلاقات الإنسانية، فإن تعريضها للاهتزاز عن طريق الجمع بينهما في الزواج يُعدّ خطرًا على استقرار الأسرة، لذا حرّم الإسلام هذا الزواج درءًا للمفاسد وحفاظًا على ترابط المجتمع. ومن الأسس التي تُسهم في بناء أسرة متماسكة ومطمئنة هو اختيار الزوجة الصالحة.
حكم الزواج من أخت الزوجة
قد يتبادر إلى الذهن أسئلة متنوعة مثل: هل يجوز الزواج من أخت زوجته؟ وهل يختلف الحكم إذا كانت الزوجة مطلقة أو متوفاة؟ وهل هناك حالات استثنائية تبيح مثل هذا الزواج؟ في الحقيقة، الشريعة الإسلامية كانت واضحة في هذا الباب، وإن كانت التفاصيل تحتاج إلى تفصيل أكثر.
هل يجوز الزواج من أخت الزوجة بعد وفاتها؟
رأى جمهور العلماء أنّه لا يجوز الزواج من اختين في آنٍ واحد، ولكن إذا توفيت الزوجة، فيصبح الزواج من أختها جائزًا من حيث المبدأ بعد انقضاء العدة الشرعية للمتوفاة عنها زوجها؛ لأن سبب التحريم وهو الجمع بين الأختين قد زال بوفاة الزوجة الأولى، حيث لم تعد هناك زوجة في عصمته أصلاً.
ومع ذلك، ينبغي مراعاة البُعد الاجتماعي والنفسي. فأحيانًا قد تنشأ مشكلات أو حساسيات بين عائلة الزوجة المتوفاة وعائلة الزوج، ولكن من ناحية الحكم الشرعي المحض لا حرج إذا عُقد الزواج على أخت المتوفاة بعد انقضاء العدة.
هل يجوز الزواج من أخت الزوجة بعد طلاقها؟
القاعدة العامة في الزواج أن الرجل لا يجوز له الجمع بين الأختين تحت أي ظرف. فإذا طلّق زوجته، فما الحكم في الزواج من أختها؟
- إذا كان الطلاق بائنًا (مثل الطلاق الثلاث أو الخُلع الذي يصير بائنًا بينونة كبرى): بعد انتهاء الزوجة من عدتها، يُصبح الزواج من أختها ممكنًا شرعًا، لأن العلاقة الزوجية بينه وبين الأخت الأولى قد انتهت تمامًا، ولم يعُد هناك أي احتمال للرجعة في تلك الحالة (في الطلاق البائن بينونة كبرى). وبالتالي لم يعد جمعًا بين الأختين؛ لأن الأخت الأولى لم تعد في عصمته.
- إذا كان الطلاق رجعيًا: ففي حالة الطلاق الرجعي، تظل الزوجة الأولى في فترة العدة بحكم الزوجة، ولهذا لا يجوز له الزواج بأختها طالما أن فترة العدة لم تنتهِ؛ لأن الأخت الأولى ما زالت تعتبر زوجته شرعًا.
حكم الزواج من أخت المطلقة بعد انقضاء عدتها
بشكل عام، هل يجوز الزواج من اختين إذا كانت إحداهما مطلقة وقد انقضت عدتها؟ الإجابة: نعم يجوز، شريطة أن تكون العلاقة الزوجية بالأخت الأولى قد انتهت كليةً، أي لا رجوع ولا ارتباط قائم بينهما. في هذه الحالة، يحق للزوج الزواج من أخت زوجته المطلقة بعد انقضاء عدتها.
أما إذا كان الطلاق رجعيًا وما تزال المطلقة في عدتها، فإن زواجه بأختها يُعد من قبيل الجمع بين الأختين، وهذا لا يجوز شرعًا.
هل يجوز الزواج من أخت الزوجة التي لا تزال في عصمته؟
لا، لا يجوز مطلقًا. هذا هو جوهر سؤالنا الأساسي هل يجوز الزواج من اختين؟ فالعقد على أخت الزوجة التي ما زالت في عصمته يُعدّ جمعًا بين الأختين، وقد حرّمه الله تعالى بنص القرآن الكريم. فمن تحريم الجمع بين الأختين نعلم يقينًا أنه لا يجوز أن تكون أخت الزوجة في عصمة الرجل وزوجته الأولى ما تزال زوجة له.
الجمع بين الأختين في الرضاعة
هل يجوز الزواج من أختين بالرضاعة؟
الرضاعة تخلق نوعًا من المحرمية مماثلًا للمحرمية بالنسب في بعض الأحكام. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب» (رواه البخاري ومسلم). وعليه، فإن الأخوات في الرضاعة كالأخوات في النسب من حيث أحكام الزواج. وبالتالي، لا يجوز الزواج من اختين بالرضاعة؛ لأن الرضاعة جعلتهما في حكم الأختين.
الفرق بين الجمع بين الأختين من النسب والجمع بين الأختين من الرضاعة
- من ناحية التحريم: كلاهما محرّم بنصوص الشريعة؛ فالمحرمات بالرضاع كالمحرمات بالنسب.
- من ناحية الأسباب: الأخوّة بالنسب تأتي من الأصل المشترك (الأب والأم)، والأخوّة بالرضاعة تأتي بسبب الرضاعة من ثدي واحد خلال فترة معيّنة. ولكن الحكم الشرعي يجعلهما سواءً في التحريم، فلا فرق في عدم جواز الجمع بينهما.
حكم الزواج من شقيقة الأخت في الرضاعة
كما أسلفنا، الشريعة تُساوي بين الأختين من الرضاعة والأختين من النسب في موضوع الزواج. ولذلك لا يجوز الزواج من اختين حتى وإن كانت العلاقة بينهما هي أخوّة بالرضاعة فقط. وقد ذكر العلماء أن الرضاعة المحرِّمة هي ما بلغ خمس رضعات فأكثر في سن الحولين، وبهذا تتحقق الأخوة بالرضاعة التي تمنع الزواج.
مسائل متفرقة حول الجمع بين الأختين
1. هل يجوز الجمع بين أختين لأب أو أختين لأم؟
أخوّة الأختين لأب أو لأمّ تدخل في معنى الأختين الشقيقتين؛ إذ تنطبق عليهن أحكام الأخوة التي تحرم الجمع بينهما. فلا يجوز للرجل أن يتزوج امرأتين بينهما أخوّة سواء كانت كاملة (شقيقة) أو لأب أو لأم. فالآية القرآنية (النساء:23) تشمل كل صورة من صور الأخوّة.
2. هل يجوز الجمع بين الأختين إذا كانتا من زواجين مختلفين؟
سواء كان الأب واحدًا والأم مختلفة أو العكس، تظل الصلة الأخوية قائمة بين الأختين. فلا اعتبار لكون كل واحدة جاءت من زواج مختلف. طالما تثبت أخوّتهما بالنسب أو الرضاعة، فلا يجوز الجمع بينهما في الزواج.
3. رجل جمع بين أختين في الزواج، فهل ترث بنت الثانية من بنت الأولى؟
هنا ينبغي التفريق في عدة مسائل؛ فإن كان الزواج قائمًا على علم بأنه محرم، فهو زواج باطل من أساسه. وفي كل الأحوال، الميراث يتم على أساس القرابة الشرعية أو الزوجية الشرعية. لا تنتقل أحكام الإرث بين الأبناء إذا كان الزواج باطلًا. كما أنّ بنت الثانية لا ترث من بنت الأولى إلا بوجود رابط قرابة شرعي صحيح. وبالتالي، إن كان الزواج باطلًا، لا يترتب عليه أي آثار شرعية من حيث الإرث وغيره.
يُستحسن الرجوع إلى دور الإفتاء الرسمية أو قاضٍ شرعي للفصل في مثل هذه المسائل المعقّدة، لأن الإرث فيه تفاصيل دقيقة، وقد تختلف الجزئيات باختلاف المذهب والظروف المحيطة.
4. الزواج من أخت أخته بالرضاعة، هل يدخل في حكم الجمع بين الأختين؟
نعم، إذا اعتُبرت الأخت الأولى أختًا له بالرضاعة، فإن أختها في الرضاعة أيضًا أخت له بنفس الحكم. وعليه، يكون قد جمع بين الأختين في الرضاعة، وهو أمر محرم شرعًا. فكل من ثبتت لها الأخوّة من الرضاعة كمن ثبتت لها الأخوّة من النسب.
استثناءات وأحكام خاصة
ماذا لو تزوج الرجل بامرأة ثم تبين لاحقًا أنها أخت زوجته؟
في هذه الحالة، إن كان الزواج الثاني قد عُقد بجهل تام بالحكم أو الواقع، فعقد الزواج الثاني باطل شرعًا، ويجب التفريق بينهما فور العلم بالحقيقة. ولا يأثم الزوج إذا كان جاهلًا ولم يكن له يد في إخفاء الحقيقة. أمّا إن كان عالِمًا بالحقيقة ومع ذلك أقدم على الزواج، فيكون آثمًا لأن هذا من المحرمات القطعية.
يقول الله تعالى في سورة البقرة: «فَمَنِ ٱضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍۢ وَلَا عَادٍۢ فَلَآ إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ» [البقرة:173]. فالشريعة تراعي الجانب الإنساني للجاهل بظروف لا علم له بها، ولكن تبقى الأحكام كما هي بتحريم الجمع بين الأختين.
هل هناك حالات يجوز فيها الجمع بين الأختين؟
الأصل الشرعي: لا. لكن هناك حالة واحدة ذكرها بعض الفقهاء وهي أن تكون قد وقعت فعليًا قبل إسلام الرجل، أي قبل أن يعرف الحكم الشرعي. فمن أسلم وله زوجتان أختان، فهنا عليه اختيار إحداهما وفراق الأخرى. وهذا ليس استثناءً يبيح الاستمرار، بل هو توضيح لضرورة تصحيح الوضع عند دخوله في الإسلام.
بعض الناس يطرحون سؤالًا: هل يجوز الجمع بين الأختين في الزواج المنقطع (المعروف بزواج المتعة في بعض المذاهب الشيعية)؟ والموقف الواضح لغالبية أهل السنة هو أن زواج المتعة نفسه غير جائز، كما اتفقت الفتاوى المعاصرة لعلماء السنة على ذلك، فضلًا عن أن يجمع فيه بين الأختين. وحتى في فقه الشيعة الإمامية الذين يُجيزون الزواج المنقطع، فإنهم لا يُجيزون الجمع بين الأختين؛ لأنه محرّم بالآية الكريمة التي وردت في سورة النساء.
حكم من تزوج أختين دون علمه بالحكم الشرعي
إذا كان المسلم جديد عهد بالإسلام أو نشأ في بيئة لم يعرف فيها الأحكام الشرعية ولم يكن قادرًا على الوصول إلى أهل العلم، فقد يعذره الله بالجهل. لكن بمجرد علمه بالحكم، يجب عليه الانفصال عن إحدى الأختين فورًا. ولا يُمكن الاستمرار في هذه العلاقة المحرمة.
الخاتمة
- هل يجوز الزواج من اختين؟ لا يجوز جمعهما في عصمة رجلٍ واحدٍ، سواءً كانت الأخوّة بالنسب أو الرضاعة.
- إذا زال سبب التحريم (كالوفاة أو الطلاق البائن وانقضاء العدة) جاز للرجل الزواج من أخت زوجته السابقة.
- الزواج بغير علم أو خطأ لا يُغيّر من الحكم، بل يُلزم الزوج بالانفصال فور العلم بالحقيقة.
- الحكمة من التحريم تهدف للحفاظ على الأواصر الأسرية ومنع الضغائن والغيرة بين الأخوات.
- في الرضاعة، ينطبق نفس الحكم الشرعي، لأن “يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب”.
نذكّر بأن سؤال “هل يجوز الزواج من اختين” من الأسئلة التي حسمها القرآن الكريم بوضوح، لكن التفاصيل المتشعبة في الطلاق والوفاة والعدة والرضاعة تقتضي الرجوع إلى الجهات الإفتائية المعتبرة في كل حالة محددة. ونأمل أن يكون هذا المقال قد قدّم شرحًا وافيًا حول جوانب هذه المسألة، وأن يساعدك في تكوين رؤية أشمل حول الأحكام والمتعلقات الخاصة بعدم جواز الجمع بين الأختين.
في الختام، نذكرك أن هدفنا كمسلمين هو إنشاء بيت مسلم يرضى عنه الله -عز وجل- وفي منصة ألفة، هدفنا الأساسي هو مساعدة المقبلين على الزواج في تحقيق ذلك، تبعًا للشريعة الإسلامية وعاداتنا العربية المتعارف عليها.
إقرأ المزيد
- صفات الرجل الذي لا يصلح للزواج
- الزواج بنية الطلاق
- العلاقات الزوجية الناجحة
- نصائح للمقبلين علي الزواج
- أنواع الزواج
- زواج الأقارب
أسئلة الجمع بين الأختين
نعم، يجوز له الزواج بعد وفاة الزوجة وانقضاء عدتها، لأن سبب التحريم (الجمع بين الأختين) قد زال.
لأن الشرع الحكيم نصّ على ذلك في القرآن الكريم صراحةً، ولأن الجمع بين الأختين يؤدي إلى قطيعة الرحم، وإثارة العداوة والغيرة والضغائن بين الأختين، مما يمزق الأسرة ويُضعف المجتمع.
يجوز إن انتهت العلاقة بالكلية مع الأخت الأولى (أي بعد طلاق بائن بينونة كبرى أو بعد انقضاء عدة الطلاق البائن)، ولا يجوز في فترة العدة بالطلاق الرجعي، لأن المطلقة ما زالت في حكم الزوجة.
لا، وهذا هو أصل سؤال: هل يجوز الزواج من اختين؟ والإجابة القطعية هي لا، بدلالة الآية (وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ) [النساء:23].
لا، التحريم يشمل جميع أشكال الزواج؛ لأن الآية القرآنية جاءت عامة ولم تميّز بين زواج دائم أو مؤقت.
ليس هناك حالة يجوز فيها الجمع بين الأختين في آن واحد. لكن إذا زال الزواج بالأولى بالوفاة أو الطلاق النهائي وانتهت العدة، فلا يُعتبر ذلك جمعًا.
حرّم الله زواج أخت الزوجة ما دامت في عصمته حفاظًا على صلة الرحم ومنعًا لحدوث نزاعات وعداوات بين الأختين. وعند زوال سبب التحريم (موت الزوجة أو طلاقها بينونة تامة)، يمكن الزواج إن انتفت الموانع الأخرى.
نعم، يجوز بشرط أن يكون الطلاق نهائيًا وانقضت العدة. وفي حال كان الطلاق رجعيًا ولم تنتهِ العدة، لا يجوز لأن الزوجة الأولى ما زالت في حكم الزوجة.
بعد وفاة الزوجة وانقضاء عدتها، يتحرر الرجل من رابطة الزواج بالأولى، فيجوز شرعًا الزواج من أختها؛ لأنه لا يعدّ جمعًا بين الأختين.
حكم الرضاعة كحكم النسب تمامًا، لذا لا يجوز الجمع بين الأختين بالرضاعة لأنه يحمل نفس حكم تحريم الجمع بين الأختين من النسب.
نعم، الحكم واحد؛ فالأختان تظلّان أختين. إن ثبتت الأخوة لأي سبب شرعي (نسب أو رضاعة)، فلا يجوز الجمع بينهما في الزواج.
إذا انقضت عدّة المطلقة تمامًا وأصبح الطليق لا تربطه رابطة زواج أو رجعة بالأخت الأولى، فيجوز شرعًا الزواج بالأخت الثانية. أما إن كان الطلاق رجعيًا في فترة العدة، فلا يجوز مطلقًا.
تحريم الجمع بين الأختين لا يتوقف على نوعية العقد (عرفي أو رسمي)، فالتحريم في الجوهر. والعقد العرفي إذا توفرت فيه شروط الزواج الشرعي (الشهود والولي والإشهار) يصبح زواجًا شرعيًا. فإن جمع بين الأختين كان زواجًا باطلًا.
لا يجوز قبل انقضاء العدة؛ لأن في الطلاق الرجعي تظل المرأة في حكم الزوجة إلى أن تنقضي عدتها. أمّا بعد انتهاء العدة بالكامل، فإن أراد الرجل الزواج بالأخت الثانية، فلا حرج شرعًا.