عندما نتحدث عن العلاقات الزوجية الناجحة، يتبادر إلى الأذهان الكثير من التساؤلات، منها: ما هي أسس الحياة الزوجية؟ وما هي أسرار نجاح العلاقة الزوجية؟ ما خطوات العلاقة الزوجية الناجحة؟ وما سر نجاح العلاقة الزوجية في الإسلام؟ ربما تشعر في البداية أن الأمر مستحيل، وهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة.
الزواج علاقة مقدسة، قد تحتاج إلى بعض المحاولات المشتركة في البداية، ورغم ذلك، دائمًا ما تأتي بثمارها وتساعد الطرفين. في هذا المقال سنتعرف على إجابات واضحة على كافة تساؤلاتك كما نستدل بأمثلة وأدلة تساعدك.
ما أساسيات العلاقات الزوجية الناجحة؟
العلاقة الزوجية الناجحة تتطلب الكثير من الصبر والقابلية للتغيير من الطرفين، ويمكن تلخيص أهم الأسس لتحقيق علاقة زوجية سعيدة، في النقاط التالية:
اختر شريك حياتك بعناية
الخطوة الأولى دائمًا عند الاستعداد للزواج، لتحقيق علاقات زوجية ناجحة، هي التمعن في اختيار شريك أو شريكة الحياة، لأن اتخاذ هذا القرار يحدد شكل حياتك المستقبلية، سواء كانت مليئة بالتفاهم والاحترام المتبادل، أم بالتعاسة وعدم التقبل. من بين نصائح للمقبلين على الزواج، يمكنك عمل تصور مبدئي عن هذا الشخص من خلال عدة مؤشرات تشمل:
- التوافق الديني
- وجود قدر عالٍ من تحمل المسؤولية
- تقارب طرق التفكير
- وجود أسلوب مقبول للتواصل
- تقارب الأهداف المستقبلية
- تقارب المستوى الاجتماعي والمادي إن لزم
إيجاد طريقة فعالة للتواصل
يؤمن البعض أن التواصل هو أهم شيء في الحياة الزوجية؛ حيث التواصل الفعّال يقوي من مستويات المودة والرحمة بين الزوجين، كما يساعد على حل الخلافات بسلاسة. اختيارك لطريقة تواصلك مع شريكك، ومتى تتواصل معه، يجعل حياتكما الزوجية أكثر تفاهمًا، ويعبر عن اهتمام كل منكما بالآخر.
وللمقبلين على الزواج، قد يكون التساؤل حول كيف أتكلم مع خطيبي بدون خجل أمرًا مهمًا، فالتواصل الجيد منذ الخطوبة يضع أساسًا قويًا للحياة الزوجية المستقبلية.
المشاركة أساس الحياة
من أهم أسباب العلاقات الزوجية السعيدة، المشاركة، خاصة المعنوية قبل الأفعال المادية. عندما تشاركك زوجتك موقفا قد سبب لها بعض الضيق أو الأذى النفسي، فهي لا تنتظر منك أن تقلل من موقفها، ولكن أن تشاركها في مشاعرها، والعكس صحيح.
ومن أفضل الأمثلة على ذلك، موقف رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عندما كان يشكو فعل أصحابه في إحدى الغزوات إلى أم سلمة، رضي الله عنها، وما كان منها إلا أن نصحته بلطف وشاركته همه.
طريقة حل الخلافات
لا توجد علاقة زوجية ناجحة دون خلافات، ومن الضروري إيجاد حلول تناسب الطرفين في هذه الأوقات الصعبة، ويبدأ ذلك ببناء رابط قوي بين الزوجين. من المهم أن يعرف كل طرف طبيعة الطرف الآخر، ورد الفعل الذي يفضله في حالات الاختلاف.
الاستعانة بمتخصصين أو مصادر علمية
سؤالك عن: كيف تنجح في علاقتك الزوجية؟ وسعيك للحصول على زواج سعيد، أمر ضروري، ويعكس مدى مسؤوليتك في هذه العلاقة، وللوصول إلى هدفك بشكل أسرع، عليك الاستعانة بمصادر علمية وأشخاص متخصصين. كما يجب أن تكون على دراية أيضًا بـ أعراض تأخر الزواج التي قد تساعدك في فهم الوضع بشكل أفضل.
الصدق والثقة والاحترام
ثلاث ركائز لا غنى عنها في العلاقات الزوجية الناجحة؛ فالصدق يبدأ منذ وقت تعارف الطرفين، مما يولد الثقة ويعزز الاحترام المستمر.
ماذا تحتاج العلاقة الزوجية لكي تستمر؟
لا توجد كلمات سحرية تحقق العلاقات الزوجية الناجحة، وعلى الرغم من ذلك، يمكن تحقيقها فقط إذا تعلم كل من الزوج والزوجة كيف يعامل كل منهما الآخر بطريقة جيدة.
أطيب الكلمات والأفعال
قد يعتاد بعضنا على قول بعض الجمل التحفيزية والمجاملات الجميلة لأصدقائنا وزملائنا في العمل، ولكن لا يخطر في بالنا دائمًا فعل الشيء نفسه للزوج أو الزوجة.
فبرغم كونه أمرًا روتينيًا عند البعض، إلا أن تأثيره كبير لدى شريكك. اختيار الكلمات الجميلة والأفعال اللطيفة، مثل تقديم هدايا الخطوبة الرمزية، يجعل شريكك يشعر بالاهتمام والتقدير، مما يشجعه على فعل المزيد من أجلك.
لا تنسوا الفضل بينكم
العلاقة بين الزوجين في الإسلام ليست علاقة عادية، بل هي علاقة مكرمة؛ حيث يقول الله تعالى:
وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
سورة البقرة: 237
وهو خطاب واضح يشدد على أهمية الإحسان بين الزوجين حتى آخر لحظة. ومن أعظم الأمثلة على ذلك زواج الرسول من عائشة، حيث كان يعاملها بحب واحترام، مما يعكس النموذج الأمثل للعلاقة الزوجية في الإسلام.
فكم من خلافات يمكن أن تنتهي، فقط إذا تذكر الطرفان مواقف الإحسان بينهما، وسبب اختيار كل منهما للآخر.
الخصوصية ما بعد الزواج
في دراسة سابقة، عند سؤال بعض الأزواج تم التأكد من أنهم في علاقات زوجية سعيدة، هل تختفي الخصوصية بين الطرفين بعد الزواج؟ كانت الإجابة: لا. المساحة الشخصية أو الخصوصية أمر ضروري لدى كل شخص، حتى المتزوجين.
ومن المهم أن يتفهم الزوج أو الزوجة أن الطرف الآخر يحق له بعض الخصوصية بين الحين والآخر مع التوضيح المسبق. يعزز ذلك مقدار الثقة والاحترام بين الزوجين، ويوطد العلاقة بينهما ويزيد من العلاقات الزوجية الناجحة. فهم هذه النقطة قد يساعد في التغلب على الخوف من الزواج الذي يشعر به البعض قبل الارتباط.
أهمية دور الزوج
يقول الله تعالى في سورة النساء: «الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ». توضح الآية أهمية قوامة الزوج ودوره في رعاية البيت والزوجة والأولاد، ويَتنافى مع التسلط والعنف أو أي فهم خاطئ للمعنى. لا توجد علاقات زوجية ناجحة، دون زوج تقي يعرف دوره الحقيقي وما يجب عليه فعله.
اختلاف الرأي لا يفسد في الود قضية
من الصعب جدًا إيجاد شخصين متفقين في كافة الآراء، ولكن يمكن إيجاد شخصين مختلفين في رأي ما مع نقطة مشتركة لحوار راقي. ليس من الضروري أن تتضمن العلاقات الزوجية الناجحة طرفين لا يختلفان في الرأي، بينما تشمل طرفين يتقبل كل منهما رأي الآخر، ويملكان أسلوب حوار مناسب عند الاختلاف.
كيف تميز الحياة الزوجية السعيدة؟
الحياة الزوجية رحلة طويلة تتأرجح بين الأيام المشرقة والمظلمة، وبرغم ذلك، تكسو السعادة الحالتين معًا. العلاقات الزوجية الناجحة والسعيدة يمكن تمييزها من خلال عدة نقاط:
خلق عالم خاص
في أغلب العلاقات الزوجية الناجحة، يحرص الزوجان على خلق عادات مشتركة أو تقاليد خاصة بهما. مثال: قد يتشارك الزوجان في عبادة معينة سويًا مثل الصلاة أو قراءة القرآن، أو التنزه في مكان لا يعرفه أحد غيرهما.
السعي لإسعاد الطرف الآخر
قد يظهر ذلك في مواقف بسيطة، ولكنها توضح مدى تقدير الزوج أو الزوجة للطرف الآخر. من أمثلة ذلك إهداء الأزهار إلى الزوجة أو الشيء المفضل لها، وأيضًا مساعدتها في رعاية الأطفال، فهذه من صفات الزوج الصالح التي تعكس الحب والاحترام.
الاستماع الجيد والرد المناسب
فن الإصغاء وإدارة الحوار بشكل صحي من أهم المهارات التي يجب أن تتوفر في العلاقات الزوجية. بالإضافة إلى ذلك، فإن فهم موقف الطرف الآخر والتماس الأعذار يساعدك على اختيار الكلمات المناسبة في كل موقف.
صراحة التعبير عن المشاعر
الشفافية مع الزوج أو الزوجة أمر ضروري لبناء حياة زوجية ناجحة، كما أنها تُظهر للطرف الآخر الحب والتقدير. هذه الصفة لا تقتصر على مشاعر الحب فقط، بل تشمل أيضًا مشاعر القلق أو التوتر أو حتى الحزن، مما يساعد على تطوير رابط عاطفي قوي بين الزوجين.
التخطيط المشترك للمستقبل
مشاركة الزوج أو الزوجة في خططك وبناء خطط مشتركة، عامل مهم يوطد العلاقة الزوجية، كما يساعدك في الاستماع إلى رأي مختلف قد يحسن أو يضيف إلى خطتك. عدم الاهتمام بهذا الجانب قد يكون من علامات الخطوبة الفاشلة التي تنذر بعدم التوافق مستقبلاً.
الحفاظ على العفوية والمرح
العلاقات الزوجية الناجحة ليست علاقة جادة طوال الوقت، ولكن يحافظ الزوجان على تجربة أمور جديدة معًا وخلق روح من المرح بين الحين والآخر، لصنع ذكريات جديدة وكسر الروتين.
مثال: قد تسعد زوجتك بنزهة مفاجأة إلى مكانها المفضل معًا، أو رحلة إلى مكان طالما أحببت أن تزورها سويًا.
الخاتمة
العلاقات الزوجية الناجحة ليست مستحيلة، وتستحق المحاولة مرارًا وتكرارًا، لأنها تؤدي إلى منزل مليء بالمودة والرحمة والاحترام. السعي لتحقيق هذا الهدف لا يقتصر على المتزوجين فقط، بل يشمل أيضًا الباحثين عن الزواج والذين يتسائلون كيف اتزوج بسرعة. تطبيق ألفة هو الوجهة الأولى لذلك، لأنه يوفر لك فرصة الوصول إلى شريك الحياة مع تطبيق المبادئ الإسلامية المتعارف عليها.